لم تنشأ ما يعرف اليوم بالسلفية الجهادية إلا من منطلق تبني فكرة طريقة إعادة صوغ البيئات القطرية والإقليمية من خلال إستراتيجية تعبر عن طريقة معينة في التفكير أو بتعبير أدق هي تعكس حالة وجدانية لشباب عربي رابط في ثغور أفغانستان إبان الحرب الأفغانية السوفييتية، ليجد نفسه أمام تسارع مذهل لتطورات الأحداث التي أثبتت أن اعتبارات الغضب هي الغالبة على خط استعمالات القوة واللجوء إلى العنف من طرف تنظيم الأفغان العرب (قاعدة الجهاد) بالأساس، وليس الاعتبارات السياسية والإستراتيجية، غضب عشوائي لا يحكمه سوى النزوع البشري الفطري للانتقام.
ومن ثمة يأتي هذا العمل من باب الرفع من شأن النظرة العملياتية التي تقضي بالنظر إلى حقيقة ما يدعى بالسلفية الجهادية من منطلق رؤية حذرة لطبيعة النواة والأجيال المؤسسة لها (الجيل الأول والثاني من الأفغان العرب) .. كحركة غضب تعبر عن فكر استراتيجي ديني منحرف ذو أطر غير موضوعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق